الورم الميلانيني

المصدر الأصلي: WebTeb

الورم الميلانيني

الورم الميلانيني هو أخطر أنواع سرطان الجلد حيث يتطور في الخلايا المسؤولة عن إنتاج الميلانين (Melanin) وهو الصباغ الذي يعطي الجلد لونه، وقد يتطور الورم الميلانيني داخل مقلة العين ونادرًا ما يتطور في الأعضاء الداخلية مثل الأمعاء.

ليس معروفًا بالتحديد حتى الآن السبب الذي يؤدي إلى ظهور أنواع مختلفة من الميلانوم، لكن التعرض للأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الجلد من نوع الميلانوم (Melanoma).

قد ينشأ الميلانوم في أي مكان من الجسم ولكن غالبًا ما تكون مناطق الجلد التي تعرضت بشكل كبير لأشعة الشمس، مثل: الظهر، أو الساقين، أو الذراعين أو الوجه أكثر عرضة لتطور الميلانوم، وقد يظهر الميلانوم أيضًا في المناطق التي لم تتعرض كثيرًا لأشعة الشمس مثل: القدمين، أو اليدين أو على أسطح الأظافر.

الميلانوما – المراحل المبكرة والمراحل المتقدمة

العلامات الأولية التي ترافق الميلانوم تشمل حصول تغيرات في شامة أو وَحمة موجودة على الجلد، أو نشوء ورم جديد ذي مظهر غريب على الجلد، وتشمل ما يأتي:

تكون الشامات أو الوَحْمات العادية ذات لون متجانس عادةً بنّي أو أسود لها حدود واضحة تفصل بينها وبين نسيج الجلد العادي الذي يحيط بها، شكلها بيضوي أو دائري ويبلغ قطرها نحو 6 ملليمتر بالمعدل كقطر الممحاة الموجودة في طرف القلم.

لدى غالبية الناس شامات يتراوح عددها عادةً بين 10 – 40 شامة في المعدل حيث ينشأ معظمها قبل بلوغ سن العشرين، وبالرغم من إمكانية تغير مظهر الشامة على مر السنين أو حتى اختفاء بعضها مع تقدم العمر.

بعض الأشخاص لديهم شامة واحدة كبيرة يزيد قطرها عن 12 ملليمتر، أو شامات مسطحة دون حدود واضحة ولونها غير متجانس ويكون البني ممزوجًا بالأحمر أو الزهري.

هذه الشامات تدعى باللغة الطبية شامات أو وحمات خَلَلِ التَّنَسُّج (Dysplastic Nevi)، وهي شامات أكثر عرضة لأن تصبح سرطانية خبيثة مع الوقت مقارنةً بالشامات العادية.

خصائص الشامات الشاذة غير العادية أو الغريبة التي قد تدل على وجود ميلانوم أو سرطان جلد من نوع آخر، موصوفة وفقًا لِدليل (A – B – C – D – E) الذي وضعه المركز الأمريكي لدراسة الأمراض الجلدية، حيث:

قد يشمل أيضًا ظهور علامات جديدة، مثل: تهيج موضعي (Local Irritation)، أو نزف (Bleeding)، وثمة تغيُرات أخرى تثير الشكوك والشبهات قد تطرأ في الشامة تشمل:

يختلف مظهر الشامة الخبيثة من حالة إلى أخرى بعضها قد يظهر مع كل العلامات أو الخصائص المذكورة أعلاه، بينما قد تظهر أخرى مع ميزة شاذة واحدة أو اثنتين.

قد يتطور الميلانوم في مناطق من الجسم تعرضت لكمية قليلة من أشعة الشمس، أو حتى لم تتعرض لها إطلاقًا، مثل: الفراغ بين أصابع القدمين أو أصابع اليدين، أو على كفتيّ القدمين، أو فروة الرأس، أو الأعضاء التناسلية.

الأورام في هذه المناطق تدعى أحيانًا ميلانوم خفي غير مرئي؛ لأنها تظهر في مناطق الجسم التي لا يخطر في بال معظم الناس فحصها، حيث يظهر الميلانوم لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة اللون في الأماكن الخفية عادةً.

ويشمل الميلانوم الخفي ما يأتي:

الميلانوم هو أحد أنواع السرطان الأخطر والأكثر تسببًا للموت، وبالرغم من كونه المسؤول عن النسبة الأصغر من مجموع حالات سرطان الجلد إلا أنه يؤدي إلى أكبر عدد من حالات الوفاة، وهذا بسبب كونه الأكثر ميلًا للانتشار في الجسم والتفشي في أنحاء أخرى منه، بالإضافة إلى ذلك هناك ارتفاع في شيوع وظهور حالات الميلانوم. 

يبدأ الميلانوم بالتكوّن نتيجة لخلل في عملية إنتاج الميلانين في الخلية الميلانينية والذي يشكل لون الجلد، في الوضع الطبيعي تتطور خلايا الجلد تحت رقابة وبطريقة منظمة فالخلايا الجديدة تدفع بالخلايا الهرمة نحو سطح الجلد حيث تموت وتتساقط.

هذه العملية تجري بمجملها تحت رقابة الحمض النووي الريبوزي المنزوع الأكسجين (Deoxyribonucleic acid – DNA) وهي المادة الوراثية التي تحتوي على التعليمات لأية عملية كيميائية وبيولوجية تجري في الجسم، وفي حالة تلف هذه المادة تنمو الخلايا الجديدة دون رقابة أو سيطرة وقد تشكل في نهاية المطاف ورمًا أو كتلة من الخلايا السرطانية.

وتشمل أبرز الأسباب ما يأتي:

مصدر الأشعة فوق البنفسجية هو الشمس، حيث يقسم الضوء فوق البنفسجي إلى ثلاثة أطوال موجات، مثل: الأشعة فوق البنفسجية من النوع أ، والأشعة فوق البنفسجية من النوع ب، والأشعة فوق البنفسجية من النوع ج.

فقط الأشعة فوق البنفسجية من النوع أ والأشعة فوق البنفسجية من النوع ب تصلان إلى الكرة الأرضية، بينما يتم امتصاص الأشعة فوق البنفسجية منم النوع ج بشكل كامل بواسطة طبقة الأوزون، وهي طبقة طبيعية تغلف الكرة الأرضية وتشكل مصفاة للأشعة فوق البنفسجية.

كما تنتج مصابيح وأسرة التسفع أيضًا أشعة فوق بنفسجية.

تسبب الأشعة فوق البنفسجية من النوع ب تغييرات ضارة في الحمض النووي المنزوع الحمض الريبوزي الموجود في خلايا الجلد، بما فيها تفعيل جينات ورمية يمكن أن تحوّل الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية.

أما أشعة فوق البنفسجية من النوع أ فهي تتلف عادةً خلايا إنتاج الميلانين وتؤدي إلى الميلانوم.

تكون الأشعة فوق البنفسجية شديدة بشكل خاص على طول خط الاستواء وفي المناطق الواقعة على خطوط الطول المرتفعة جدًا، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه الإنسان، فإن بشرته تمتص الأشعة فوق البنفسجية في كل مرة يخرج فيها إلى الهواء الطلق، إلا إذا كان يرتدي ملابس واقية تحميه من الأشعة أو يضع كريمًا واقيًا يصفّي الأشعة.

الأشعة فوق البنفسجية ليست هي المسبب الوحيد لجميع حالات الميلانوم، وخاصةً الحالات التي يظهر فيها السرطان في الأماكن الخفية من الجسم والتي لا تتعرض لأشعة الشمس، هذا الأمر يدل على وجود عوامل إضافية تساهم في زيادة خطر الإصابة بالميلانوم.

العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الميلانوم تشمل:

إذا تم تشخيص سرطان الجلد في مرحلة لاحقة فقد يظهر على المريض عدة مضاعفات، تشمل ما يأتي:

يتم اكتشاف السرطان أحيانًا من خلال النظر إلى البشرة، لكن التشخيص الدقيق يتم فقط بعد أخذ خِزْعة، خلال هذا الإجراء يقوم طبيب الجلد بإزالة عيّنة من نسيج جلد الشامة المشبوهة، ويتم فحص العينة على يد اختصاصي.

إذا تم تشخيص الإصابة بسرطان الميلانوم، تكون المرحلة التالية تحدد مدى انتشار السرطان أو تدريجه، حيث يتم تدريج الميلانوم وفقا للسّـُمْك والعمق.

في الماضي القريب كان الأطباء الجراحون يزيلون أكبر عدد ممكن من العقد اللمفية للتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية داخل هذه العقد، لكن هذا الإجراء كان يزيد من خطر الإصابة بوذمة لمفية وهي تورم شديد الخطورة بالإضافة إلى أعراض جانبية أخرى.

لهذا السبب تم ابتكار إجراء جديد بهدف إيجاد العقد اللمفية الأولى التي تستنزف السوائل من الأورام الخبيثة، وبالتالي فهي أولى العقد التي سيتطور فيها السرطان، فإذا كانت العقد المنتزعة خالية من السرطان يكون احتمال إصابة العقد المتبقية بخلايا سرطانية متدنيًا جدًا ولا يكون ثمة داع لإزالتها.

يتم تدريج الميلانوم في درجات من صفر (0) إلى أربعة (IV): 

هذه الدرجة من سرطان الميلانوم تدعى الميلانوم الموضعي، في هذه الدرجة يقتصر انتشار الورم السرطاني على طبقة الجلد الخارجية ولم يبدأ بالتفشي بعد. يتضمن العلاج في هذه المرحلة استئصالًا جراحيًا للمنطقة المصابة فقط لا أكثر. اكتشاف السرطان ومعالجته في هذه المرحلة يضمن أفضل فرصة للشفاء العاجل والكامل.

هذه الدرجات تشير إلى سرطان مغير (Invasive) ذي قدرة على الانتشار إلى مناطق أخرى في الجسم، فالسرطان من الدرجة I هو ورم صغير وموضعي وفرص الشفاء منه جيدة، ولكن كلما كانت الدرجة أعلى تقل فرص الشفاء التام من المرض.

هو سرطان انتشر في داخل طبقات الجلد الداخلية وإلى أعضاء أخرى، مثل: الرئتين، والكبد، والعظام، وبالرغم من عدم إمكانية القضاء على السرطان في هذه المرحلة، إلا أن المعالجة الإشعاعية، والمعالجة البيولوجية، والعلاجات التجريبية يمكنها أن تساعد في تخفيف أعراض المرض.

تشمل أبرز طرق العلاج ما يأتي:

أفضل علاج لسرطان الميلانوم في مراحله المبكرة هو الاستئصال الجراحي، حيث يمكن استئصال الأورام الميلانينية الدقيقة كليًا من خلال إجراء الخزعة.

وفي هذه الحالة لا يتطلب سرطان الميلانوم أي علاج إضافي، ولكن إذا كان السرطان أكثر انتشارًا فسيقوم الطبيب الجراح باستئصال الورم بالإضافة إلى النسيج الجلدي المعافى المحيط بالورم والنسيج الجلدي الموجود تحته، في معظم الحالات يقضي هذا الإجراء على السرطان بشكل كامل.

في الماضي كانت العملية الجراحية لاستئصال الأورام الأكثر انتشارًا والتي ما زالت في مراحلها المبكرة، تشمل قطع الورم وإزالته بالإضافة إلى إزالة حواف واسعة جدًا من الجلد المعافى المحيط بالورم.

هذا الإجراء يتطلب عادةً القيام بزرع جلد، وهو إجراء يقوم الجراح خلاله بإزالة قطعة جلد من منطقة أخرى في الجسم وزرعها بديلًا للجلد المستأصل أثناء إزالة الورم، لكن إزالة حواف ضيقة من أنسجة الجلد المعافاة المحيطة بالميلانوم المنتشر أثبتت نفسها كعلاج فعال بقدر فعالية الاستئصال واسع النطاق، إضافةً إلى أنه يلغي الحاجة إلى زرع جلد.

في حال انتشر الميلانوم إلى أعضاء أخرى غير الجلد، فإن إمكانيات العلاج تشمل:

تشمل التدابير الآتية طرق الوقاية:

المصدر: WebTeb

هذا المقال مقدم لأغراض إعلامية فقط وليس بديلاً عن المشورة الطبية المهنية. يُرجى استشارة مقدم رعاية صحية مؤهل للحصول على التشخيص والعلاج.

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *